مشاهير

الإعلام العراقي 2025: تحديات وفرص المجتمع المدني

المشهد الإعلامي العراقي 2025 : المركز العراقي لحرية الإعلام إنموذجاً ​بقلم: الكاتب عادل خضر

​تُعد حرية التعبير حجر الزاوية في أي نظام ديمقراطي، وقد كرسها الدستور العراقي لعام 2005 في المادة 38، التي تضمن حرية التعبير، والصحافة، والنشر. هذا الإطار القانوني القوي يمثل أساساً صلباً لتعزيز إعلام مستقل ودعم الحقوق الإعلامية، وفقاً لتحليل الكاتب عادل خضر للمشهد الإعلامي في العراق عام 2025.

​ *تقدم ملموس في بيئة الإعلام*
​شهد عام 2025 تحسناً ملحوظاً في تصنيف العراق على مؤشر حرية الصحافة العالمي، حيث صعد إلى المرتبة 155، مقارنة بالمرتبة 169 في عام 2024. هذا التحسن يعكس جهوداً إصلاحية حقيقية، أبرزها قرار محكمة بغداد-الكرخ للنشر والإعلام بتحويل قضايا النشر من المسار الجنائي إلى المسار المدني، في خطوة تم تنفيذها بالتعاون مع منظمة اليونسكو. كما شهدت الفترة محاولة تشريع قانون شامل لحرية التعبير، وعلى الرغم من أن المبادرة لاقت بعض الاعتراضات بسبب غموض بعض نصوصها، فإنها تُعد خطوة مهمة نحو تعزيز حماية الصحفيين واستقلالية الإعلام، وتوضح اهتمام السلطات بتطوير التشريعات الداعمة للحريات الإعلامية.

​ *الفضاء الرقمي: تحديات وفرص*
​يشير عادل خضر إلى أن التحديات الرقمية، مثل التزييف العميق والحسابات الطائفية، تمثل فرصة لتطوير الإعلام الرقمي وتعزيز المصداقية. هذه التحديات تدفع الإعلاميين إلى استخدام تقنيات حديثة لتقديم محتوى موثوق، مما يعزز استقلالية الإعلام العراقي ودوره الرقابي.

​ *دور المجتمع المدني في تعزيز حرية التعبير*
​يُعد المجتمع المدني خط الدفاع الأول عن حرية التعبير، حيث يلعب دوراً محورياً في حمايتها وتطويرها. فهو يعمل على مراقبة أداء الحكومات والمؤسسات الرسمية، والتأكد من التزامها بالتشريعات والقوانين التي تكفل الحريات الإعلامية. كما يساهم في رفع الوعي العام بأهمية هذه الحريات، وتنظيم حملات الضغط والمناصرة لسنّ قوانين تحمي الصحفيين وتوفر لهم بيئة عمل آمنة. إضافة إلى ذلك، يقوم المجتمع المدني بتقديم الدعم القانوني والإعلامي للصحفيين والنشطاء عند تعرضهم للمضايقات أو الانتهاكات، ويوفر لهم برامج تدريبية لتعزيز قدراتهم المهنية والأمنية، لتمكينهم من مواكبة التحديات المختلفة.

​ *المركز العراقي لحرية الإعلام ودوره بتعزيز حرية التعبير*
​يُعد المركز العراقي لحرية الإعلام نموذجاً فاعلاً لدور المجتمع المدني في العراق. يوضح الكاتب عادل خضر أن المركز يسهم في بناء بيئة إعلامية مستقلة من خلال تقديم الدعم المباشر للصحفيين والإعلاميين والناشطين لتمكينهم من ممارسة مهامهم بأمان وكفاءة، خاصة في المناطق التي تشهد توترات أمنية. كما ينظم المركز برامج تدريبية متخصصة لتعزيز مهارات الإعلاميين في التعامل مع التحديات القانونية والأمنية والرقمية، مما يعزز من مرونتهم المهنية، ويعمل على تعزيز التعاون بين المؤسسات الإعلامية والمجتمع المدني لبناء منظومة متكاملة ومستدامة لحماية حرية التعبير في العراق. تسهم هذه المبادرات في خلق بيئة إعلامية أكثر شفافية واستقلالية، وتشجع على ممارسة الإعلام الاستقصائي الذي يعزز الشفافية والمساءلة، مما يفتح آفاقاً إيجابية لمستقبل حرية التعبير في العراق.
​ختاماً، تؤكد التجارب الأخيرة أن تضافر الجهود التشريعية والمؤسسية مع دور المجتمع المدني الفاعل، يمكن أن يحوّل التحديات إلى فرص حقيقية لتعزيز حرية التعبير وبناء مجتمع إعلامي آمن ومستقل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى