الشباب.. الطاقة المتجددة لتنمية المجتمعات المحلية

بقلم: إسلام أحمد الديب
يُعد الشباب الركيزة الأساسية في بناء أي مجتمع، فهم القلب النابض الذي يمد الأمة بالحيوية والإبداع، والذخيرة الحقيقية لكل نهضة وتنمية. فحينما نمتلك جيلاً واعيًا ومؤهلًا ومدفوعًا بالشغف، نمتلك بالتبعية مفاتيح المستقبل المشرق.
التحديات الراهنة ومسؤولية الشباب
في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية السريعة التي يشهدها العالم، تتضاعف المسؤولية الملقاة على عاتق الشباب. فالتضخم الاقتصادي، وتغير المناخ، والحاجة إلى التحول الرقمي، جميعها قضايا لا يمكن مواجهتها إلا بعقلية متجددة وطموح لا يعرف المستحيل.
ويمتاز الشباب اليوم بقدرات استثنائية تمكّنهم من قيادة مسيرة التنمية، ومن أبرزها:
الابتكار والمرونة: فالشباب أكثر انفتاحًا على التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، مما يجعلهم الأقدر على إيجاد حلول جديدة للمشكلات القائمة.
الطاقة والحماس: يمتلكون روح المبادرة والقدرة على تحويل الأفكار إلى مشاريع ملموسة تخدم المجتمع.
الوعي المجتمعي: يدركون أهمية العدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية، ويسعون جاهدين لترسيخ قيم المواطنة الفاعلة والمسؤولية المشتركة.
سبل تمكين الشباب في التنمية المحلية
لتحقيق الاستفادة القصوى من طاقات الشباب، لا بد من وضع آليات واضحة تضمن مشاركتهم الحقيقية في كافة المجالات:
1. المشاركة في صنع القرار:
يجب أن يكون للشباب تمثيل فعّال داخل المجالس المحلية والهيئات التنفيذية، ليعبروا عن رؤيتهم ويساهموا في رسم السياسات التنموية التي تمس حياتهم اليومية.
2. تشجيع ريادة الأعمال:
ريادة الشباب للمشروعات الصغيرة والمتوسطة تمثل رافدًا أساسيًا للاقتصاد المحلي، خاصة في القطاعات المرتبطة بالموارد المتاحة مثل الزراعة الذكية، والصناعات اليدوية، والخدمات الرقمية.
3. تعزيز العمل التطوعي والمجتمعي:
العمل التطوعي هو المدرسة الأولى لتأهيل القيادات الشابة، فهو يغرس فيهم قيم الانتماء والعطاء. من خلال مراكز الشباب والجمعيات الأهلية، يمكن تنفيذ مبادرات لتحسين البيئة، وتطوير الخدمات، وتنمية مهارات الأفراد.
نحو مستقبل يقوده الشباب
إن تمكين الشباب ليس شعارًا يُرفع، بل هو حجر الأساس في أي خطة تنموية ناجحة. فالمجتمعات التي تمنح شبابها الثقة والفرص، وتوفر لهم بيئة داعمة للابتكار، هي المجتمعات التي تضمن لنفسها مستقبلًا مستقرًا ومزدهرًا.
فلنضع الشباب في موقع القيادة، لا في مقاعد الانتظار، ولنجعل من طاقاتهم المتجددة وقودًا يدفع التنمية إلى الأمام. فالمستقبل لا يُنتظر… بل يُصنع بأيديهم.