كتب رجل الاعمال والمفكر السياسي

التقنية الحديثة
والتكنولوجيا المتقدمه
الفائده منها والأضرار الناجمه عنها
لاشك ان نعم الله علينا لاتعد ولاتحصي
– في انفسنا وهب لنا العقل لنستخدمه لتطوير ذاتنا ونجدد به حياتنا – فهدانا للإبداع والاختراع – فصنعنا السيارات والطائرات والبواخر للتنقل والترحال والسعي في مناكبها – وصنعنا الات ومعدات واشياء لم نكن نحلم او نتوقع او ننتظر ان نصل اليها يوما – وتطورت صناعتنا بفضل الله وكرمه لنا يوما بعد يوم الي ان وصلنا الي اقصي مايمكن الوصول اليه …ومتوقع الوصول الي ماهو ابعد خلال السنوات والعقود القادمة…
اما بعد : –
إذا اعتبرنا ان كل ماذكرناه هو مقدمه لما نود ان نطرحه في منشورنا هذا – وهو نعمه تقنيه الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات- ففي زمن قياسي وفي تطور مخيف اصبح كل منا يمتلك الان جهازا بين يديه يستطيع من خلاله ان يري ويشاهد بالصوت والصوره كل مايحدث بالعالم من احداث وهو جالس بمكتبه او في بيته او في طريقه او حتي علي سرير نومه – بالاضافه لقدرته علي الاطمئنان علي أسرته وأقربائه ومتابعه عمله ومحادثه زملائه واصدقائه وشركائه في العمل وانجاز وانهاء اوراقه وحجوزات سفره وتحركاته وتعاملاته البنكيه ومعاملاته ومستنداته الورقيه وكل مايلزمه في كل مناحي الحياه
فكيف استخدمنا هذه النعمه وكيف تعاملنا معها ؟؟؟؟
في معظم دول العالم المتقدمه الواعيه المتطلعة الي النمو والهادفه الي الرقي والتقدم استخدمت هذه النعمه علي احسن وافضل مايكون – فارتفعت وارتقت وتقدمت وانتجت وكبرت ونمت وتطورت –
علي محيطنا المحلي – اه والف اه من ألم الحقيقه في استخدامنا لهذه النعمه – اصبح معظمنا يستخدم نعمه التواصل والموبايل وبرامجه العديده أسوء استخدام- خصوصا برامج السوشيال ميديا ( فيس بوك – يوتيوب – تويتر )بالاضافه لبرامج المحادثات ( فيس تايم – ايمو – تليجرام – بوتيم ) وغيرها فالبعض يستخدمها لأغراض لا اخلاقيه والبعض يستخدمها للفضايح والتشهير بالناس والبعض يستخدمها لخراب البيوت والوقيعة بين الأزواج واشياء اخري مقززه وبلا أخلاق او وعي او إيمان او حتي ضمير –
اما الابرز والافظع هذه الفتره فهي ادعاء الثقافه والعلم والفهلوه علي مواقع التواصل وخصوصاً الفيس بوك فنجد احدهم يعلق علي احد المنشورات بمنتهي السفه وقله الادب وسوء التقدير بلا علم ولافهم- والاخر يدعي امتلاك الحقيقه دون غيره – واحدهم يتحدث ويبرطم ليرضي آخر- وثالث يفتي في أشياء لايعلم عنها شيئا – واخر ينسخ تعليق او منشور ويلزقه ربما هو نفسه لايعرف محتواه – والأغرب انه قد يكون لايجيد القراءه او الكتابه من الأساس
الجميع يستند في تطاوله وتجاوزه انه لن يحاسب ولن يخسر شئ – فلامانع من ادعاء الشجاعه والبطولة واثبات الوجود-
هل هذه هي طريقه استخدمنا لنعمه أنعم الله علينا بها – هل هذه هي اخلاقنا وقيمنا وتربيتنا التي نستخدم بها الجهاز الذي أنعم الله به علينا – هل قبلنا ان نمسخ شخصياتنا لمجرد الظهور او ارضاء اخرين …
شئ محزن حقا ان نقابل نعم الله علينا بهذا الاستهتار وهذه السطحيه وهذا الجهل – علينا ان نحترم انفسنا اولا ثم يحترم كلا منا الاخر وان نسمو بلغه حوارنا وادب النقاش – فالشجاعه ليس بالتطاول والألفاظ البذيئه وسوء الخلاق وغلاظه اللسان …
انتبهوا ايها الاصدقاء الكرام – كل شئ مراقب ومحسوب – ان لم يكن في الارض ففي السماء وفي كل الاحوال عواقبه غير محموده
لنتحلي بالأدب والخلق القويم ونعود الي أخلاق آباءنا وأجدادنا وماتعلمناه منهم وعنهم والاننجرف وننحدر في مستنقع وحل من يغرس فيه لن ينجو منه بسهوله – حتي وان نجا فستبقي ثيابه ملوثه وواضحه للجميع
تحياتي / اسماعيل الرشيدي