مشاهير

اللايف كوتش بين الضرورة والرفاهية

اللايف كوتش بين الضرورة والرفاهية

بقلم: محمد العشماوي (باحث في العلوم الإنسانية)

في عالم يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، ومع تشابك العلاقات الإنسانية وكثرة الضغوط النفسية والعملية، برزت أهمية اللايف كوتش كعلم وفن يساعد الإنسان على استعادة توازنه النفسي، وتحقيق أهدافه بثقة ووضوح.

ولم يعد اللايف كوتش رفاهية يقتصر طلبها على فئات معينة أو مقتصرة على الأغنياء كما كان يُظن في السابق، بل أصبح ضرورة حقيقية لكل إنسان يسعى إلى تطوير ذاته، وتحسين جودة حياته.

اللايف كوتش يعمل على تمكين الأفراد من أدواتهم الداخلية، وتعليمهم مهارات التعامل مع الحياة، وفك اشتباكاتهم النفسية العميقة، مما يجعل رحلة الإنسان أكثر وعيًا واتزانًا وسلامًا مع نفسه ومحيطه.

ومن المدن المصرية التي تبنّت هذا الفكر الراقي مبكرًا، كانت مدينة الإسكندرية، عروس البحر المتوسط، والتي لطالما كانت منارة للثقافة والرقي والتفتح العقلي.

في الإسكندرية، كان لأسماء لامعة دور كبير في ترسيخ علم اللايف كوتش بين طبقات المجتمع المختلفة، ومن أبرزهم اللايف كوتش “أحمد بدوي”، الشهير بــ “coach_no.1” الذي يُعد من أوائل المؤسسين لمفهوم “اللايف كوتش” في الإسكندرية بأسلوب علمي وإنساني متميز.

وقد لمع اسم “أحمد بدوي” مؤخراً تحديدًا في مجال لايف كوتش العلاقات والإرشاد الأسري، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي TikTok بمشاهدات ناهزت الملايين، فمن خلال مقاطعه الإرشادية، كسر الصورة النمطية للعلاقات الزوجية، وقدم نموذجاً للزوج الذي لا يرى في زوجته مجرد رفيقةٍ للمنزل، بل شريكة حياةٍ قائمة على الاحترام والمساواة. كما نجح في تقديم الإرشاد الأسري بلغةٍ بسيطةٍ تصل إلى الجميع، من الشباب في مقتبل العمر إلى الأزواج الذين أمضوا سنواتٍ في علاقاتٍ غير متوازنة حيث قدم “بدوي” منهجًا مبتكرًا يمزج بين فهم النفس البشرية العميق، وفن التعامل مع الأزمات العاطفية والأسرية، بأسلوب يجمع بين الاحترافية والأصالة الإنسانية هذا بخلاف العديد من المؤلفات الأدبية والتحفيزية، ومواقفه المناصرة لقضايا المرأة، التي حظيت بتقدير الكثير من المؤسسات الاجتماعية والثقافية في مصر.

لم يتوقف انتشار اللايف كوتش عند حدود الإسكندرية، بل انتقل إلى مختلف ارجاء الوطن العربي، وبدأت تتنوع مجالاته، من كوتشينج العلاقات إلى الكوتشينج المهني وتطوير الذات.

وأصبح اليوم وجود لايف كوتش في حياة أي شخص، بمثابة بوصلة ترشده نحو وجهته، في عالم مليء بالضغوط والتحديات.

إن تطور المجتمعات، وتقدم الأفراد، لا يتم فقط عبر التعليم أو النجاح المهني، بل عبر الدعم النفسي السليم والتوجيه الذكي، وهنا يأتي دور اللايف كوتش الذي لم يعد رفاهية، بل هو استثمار حقيقي في الذات، لكل من يؤمن أن الحياة تستحق أن تُعاش بأعلى جودة ممكنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى